ياصاحب الهم .. أبشر
لو أحاطتك الهموم من كل جانب
لو خاصمتك البسمة وفارقتك ، وصار بينك وبينها أمد بعيد.
لو تجمعت عليك نوازل الدهر واحدة بعد أخرى .
هذا راحل ، وآخر مفارق ،
هذا مرض قد ضربك بقسوته وشدته ،
وهذا حبيب تغير، ماعاد كما كان في سيرته الأولى .
وكأن لسان حالك يكاد ينطق : ماذا تبقى من مر وحنظل لأتجرعه ؟!
ودموعك تسبق دعاءك كل ليلة ، ويداك مبسوطتان تناجي ربك هاتفاً :
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ..
الغوث الغوث .. يامالك الكون .
ياصاحب الهم رفع الله همك ، وكشف كربك ، وأبدلك بعد العسر يسرا
ولكن .. والله إن لك مع ربك شأناً كبيراً .
أحب نجواك في الليل البهيم ،بعد أن أغرقتك الدنيا ، وكادت تهوي بك في قعر سحيق .
شاهدك بعيداً فأراد أن تأنس به ، وتتلذذ باسمه يرطب جوفك بعد قسوة طالت وامتدت .
وأعد لك في جنته ومستقر رحمته ماكنت تعجز أن تصل إليه لو فعلت مثل عملك مرات ومرات .
أحب لك أن تبلغ منزلة رسله وخير خلقه .
وهل من رسول إلا وقد ابتلي ؟!
أراد لك الخير من طريق أعلم أنه شاق ومؤلم ، ولكن نهايته أجر بلا حساب .
أما سمعت ربك وهو يخبرك
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
نعم أعلم محنتك ،ولكن من أدراك لعلها المحنة التي تعقبها المنحة ،
ولعله الليل الذي يبشر بنهار .
ويابشراك لعلها الوحدة التي تؤنسك بخير رفيق الرسول الكريم .
ياصاحب الهم حنانيك بنفسك اصبر .. وتصبر .. واعلم أنها أقدار ماكانت لها أن تخطئ صاحبها .
فما أصابك لم يكن ليخطئك
وسبحان من أراد ان يبشرك في ظلمات وحدتك وجراح معاناتك ،
فأراك نهاراً مشرقاً بعد ليل بهيم ،
وصحة لمريض أيس منه الأطباء ووقفوا في شأنه حائرين ،
وعودة لبعيد انقطع ذكره عن العالمين ،
ونصراً لدين تكالب عليه مكر الماكرين .
فاصبر .. وانتظر فرجاً قريباً
ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا
تعليقات
إرسال تعليق